القرآن والتفاسير
التفسير الميسر للقرآن الكريم - تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان - تفسير القطان - تفسير الزمخشري - تفسير الشوكاني - تفسير البيضاوي -
تفسير الجنابذي - تفسير الكاشاني - تفسير الطبطبائي - تفسير الطوسي - تفسير الطبرسي - تفسير ابن عجيبة - تفسير اسماعيل حقي - تفسير ابن عربي -
تفسير القشيري - تفسير البقلي - تفسير السلمي - تفسير التستري - تفسير الالوسي - تفسير الطنطاوى - تفسير الثعلبي - تفسير السيوطي - تفسير البقاعي -
تفسير مقاتل بن سليمان - تفسير الثعالبي - تفسير أبى السعود - تفسير القمي النيسابوري - تفسير ابن عرفة - تفسير أبى حيان - تفسير الخازن - تفسير النسفي -
تفسير ابن عبد السلام - تفسير ابن الجوزي - تفسير ابن عطية - تفسير ابن عاشور - تفسير الفيروز آبادي - تفسير الطبري - تفسير الماوردي - تفسير السمرقندي -
تفسير البغوي - تفسير ابن كثير - تفسير الجلالين - تفسير القرطبي - تفسير سفيان الثوري - تفسير مجاهد - تفسير ابن أبي حاتم - تفسير مقاتل بن سليمان -
تفسير للواحدى - تفسير لابن المنذر - تفسير ابن أبي زمنين - تفسير لعبد الرزاق الصنعاني - تفسير المنار - التفسير من سنن سعيد بن منصور -
أحكام القرآن لابن العربي - البيان في تفسير القرآن - التحرير والتنوير - جامع البيان عن تأويل آي القرآن -
الجامع في تفسير القرآن - معاني القرآن للفراء - التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب -
تفسير Tanwîr al-Miqbâs min Tafsîr Ibn ‘Abbâs -
John Gilchrist جمع القرآن -
The Holy Quran -
QuranExplorer -
Translation -
مجموعة من الكتب العددية في الإعجاز القرآني الكريم - أبحاث عددية إعجازية رائعة عن ترتيب سور القرآن الكريم - أبحاث متنوعة وشاملة حول فواتح القرآن -
الإعجاز العددي في القرآن الكريم
الأحاديث والشروح
صحيح البخاري - صحيح مسلم - صحيح ابن حبان - صحيح ابن خزيمة - سنن الترمذي - سنن أبي داود - سنن النسائي - سنن ابن ماجه - سنن الدارمي - سنن الدارقطني -
سنن سعيد بن منصور - مسند أحمد - مسند البزار - مسند أبي أمية الطرسوسي - مسند الشهاب - مسند أسامة بن زيد - مسند عائشة لابن أبي داود - مسند السراج -
مسند الروياني - مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي - مسند أبي يعلى الموصلي - مسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم - مسند زيد - مسند عبد الرحمن بن عوف -
مسند أبي بكر الصديق للمروزي - مسند عمر بن الخطاب للنجاد - مسند عمر بن الخطاب ليعقوب بن شيبة - مسند الربيع بن حبيب - مسند الحميدي -
مسند أبي داود الطيالسي - مسند الشافعي - مسند إسحاق بن راهويه - مسند ابن أبي شيبة - موطأ مالك - موطأ مالك رواية يحيى الليثي -
موطأ مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني - موطأ مالك برواية أبي مصعب الزهري - تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي - السنن الكبرى للبيهقي -
شرح سنن النسائي للسندي - شرح سنن ابن ماجه للسندي - صحيح مسلم بشرح النووي - عون المعبود شرح سنن أبي داود - مصنف عبد الرزاق -
فتح الباري شرح صحيح البخاري - المنتقى شرح موطأ مالك - معرفة السنن والآثار للبيهقي - المعجم الكبير للطبراني - المستدرك على الصحيحين -
مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد

Dec 5, 2009

الفلك والمراصد الفلكية في مصر الفاطمية الإسلامية

الفلك والمراصد الفلكية في مصر الفاطمية الإسلامية
أ.د. مسلم شلتوت
المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية
حلوان ـ جمهورية مصر العربية
Email : mosalamshaltout@hotmail.com

ملخــــــــــــــــــــــص
شهدت مصر في عصر الحكم الفاطمي الإسلامي نهضة علمية كبيرة بداية ببناء أعرق جامعة عربية إسلامية (الأزهر الشريف) منذ ألف عام في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، مروراً ببناء المراصد الفلكية كمرص الجيوشي فوق سطح جامع الجيوشي بجبل المقطم شرق القاهرة ومرصد المأمون بباب النصر حيث سميت هذه المراصد بأسماء الوزراء الذين شيدوها.

وفي 30 إبريل 1006م رصد الفلكي العربي المسلم علي بن رضوان ظاهرة حدوث أعظم سوبر نوفا (نجم متفجر) في مدينة الفسطاط (مصر القديمة) جنوب القاهرة حيث قام بتسجيل هذه الظاهرة بتفصيل عال وتحديد موقعها بدقة بالغة في كتابه المسمى (بالأرباع) والذي تُرجم إلى اللاتينية في العصور الوسطى حيث اعتبر كواحد من أهم المراجع الفلكية في أوروبا في ذلك الوقت، ثم تم رصد سوبر نوفا علي بن رضوان بالتلسكوب الفضائي هابل وبالأقمار الصناعية بأشعة إكس وجاما وبالمناظير الراديوية من على سطح الأرض ويعتبر أقوى وأعظم انفجار لنجم في تاريخ البشرية.
كذلك قام ابن يونس المصري بأخذ أرصاد دقيقة للشمس والقمر والكواكب بمرصده فوق المقطم وعليه فقد قام بوضع "الزيج الحاكمي" نسبة إلى الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي في ذلك الوقت وكان هذا الزيج يعتبر أكثر دقة من نظيرتها البطلمية بمدرسة الإسكندرية. كما عمل ابن يونس في علم اللوغريتمات وأبدع فيه. وعمل الحسن بن الهيثم كراصد وعالم فلك في أثناء إقامته بمصر بجانب عمله في مجال البصريات حيث يعتبره الكثيرون من مؤرخي تاريخ العلوم أنه المؤسس الحقيقي لعلم البصريات الحديث... وكان لعدم وفاء النيل في عهد المستنصر بالله حدوث مجاعة كبيرة في مصر عرفت في كتب التاريخ بالشدة المستنصرية.. وكانت هي بداية النهاية للحكم الفاطمي في مصر وما حولها.

مقدمــة :
لا مراء في أن أثر العرب في النضهة الأوربية واضح لا يجحده إلا مكابر، فقد كانت للعرب عقيدة وفلسفة، وكان لهم نظام حكم، أشاع روح العدل والإنصاف والتسامح، فتعايش الناس ذوي العقائد المختلفة والأجناس المتباينة متجاورين، يودهم الأمن والسلام. فتجاور المسجد والكنيسة والمعبد في كل قطر، بل في كل مدينة، وظل هذا التقليد زماناً طويلاً، حتى بعد انحسار حكمهم عن البلاد التي فتحوها، وما ذلك إلا لأنهم أوجدوا البيئة التي تسمح بنمو روح الإخاء والتسامح، فقد ربوا النفوس التي تؤمن بهذا التعايش والامتزاج، ووجدت مساجد إسلامية، يدرس فيها الرهبان واليهود جنباً إلى جنب، وبعد أن أغلقت أوروبا في العصور الوسطى أكاديمية أفلاطون في أثينا سنة 529هـ وقد قامت مساجد أسبانيا وجامعات فرنسا وصقلية بفضل العرب وعلمهم، بحمل مشعل الابتكار في العلم والفن والفلسفة، وظل العرب قروناً متطاولة، يحملون رسالة العلماء والخبراء والصناع على أرض جنوب فرنسا وأسبانيا وجنوب إيطاليا وصقلية. فقد كان للعرب أسلوب تجريبي، الأمر الذي كان يحرمه رجال الكنيسة، ويدعو إلى الدقة العلمية في إجراء التجارب، وعدم التسرع في الاستنتاج، إلى جانب ملكة التصنيف والتبويب والتفسير.

تقول الدكتورة سيجريد هونكه في مقدمة كتابها شمس الله تشرق على الغرب ـ فضل العرب على أوروبا (أنها سبة أن يعلم أهل العلم من الأوروبيين أن العرب أصحاب نهضة علمية لم تعرفها الإنسانية من قبل، وأن هذه النهضة فاقت كثيراً ما تركه اليونان أو الرومان ولا يقررون هذا. إن العرب ظلوا ثمانية قرون طوالا يشعون على العالم علماً وفناً وأوربا وأدباً وحضارة، كما أخذوا بيد أوروبا وأخرجوها من الظلمات إلى النور، ونشروا لواء المدنية أينما ذهبوا في أقاصي البلاد ودانيها سواء في آسيا وإفريقيا أو أوروبا، ثم تنكر أوروبا على العرب الاعتراف بهذا الفضل).

وعلى سبيل المثال فإن ابن رشد (1126 ـ 1198م) أعظم وآخر فلاسفة العرب، لقد قال بأفكاره لكي يكتب لها الدوام والخلود، إنها أفكار عقلانية تنويرية في أساسها وفي أهدافها، وعار علينا نحن أبناء الأمة العربية إذا نحت أهملنا فكر هذا الفيلسوف العملاق، عميد الفلسفة والتنوير في أمتنا العربية من مشرقها إلى مغربها.. وإذا كان هذا الفيلسوف الذي اهتمت به أوروبا التي تقدمت عن طريق أفكاره إلى الأمام، وأهمله أبناء أمتنا العربية التي رجعت إلى الوراء لأنها ظلت محصورة في الفكر التقليدي، وفكر الغزالي عدو الفلسفة والتفلسف، وأراء ابن التيمية، فإذا الوقت قد حان لدراسة أراء هرم ثقافتنا العربية في الماضي، وهو ابن رشد الفيلسوف والعالم المفكر العربي الأندلسي.

قام العلماء العرب برصدات فلكية على أعظم جانب من الأهمية، درسوا مجسطس بطليموس، عملوا أرصادا وأزياجا، وقالوا بالدوران الظاهري للشمس والنجوم حول الأرض، وأن القمر أقرب الأجرام السماوية إلى الأرض، وقاسوا مواقع أجرام الشمس والقمر والكواكب، ورصدوا الأعتداليين، وقاسوا محيط الأرض، ورسموا صور الكوكبات. وأنشأوا المراصد وربطوا بين القمر والمد والجزر، ونسبوا زرقة السماء إلى انعكاسات الضوء على ذرات الغبار العالق بالجو، ويعزى لبني موسى القول بالجاذبية العمومية بين الأجرام السماوية مما يربطها بعضها ببعض. وأن الجاذبية الأرضية عقل الأجسام تقع على الأرض، ويعد سارتون كتاب الصوفي في الكواكب الثابتة أحد الكتب الرئيسية التي اشتهرت في الفلك عند المسلمين.

وقد وضع عبد الرحمن الصوفي مؤلف عن النجوم الثوابت به خرائط مصورة جمع فيها أكثر من ألف نجم، ورسمها كوكبات في صورة الأناسى والحيوان، ولازال أسماء بعضها مستعملاً حتى الوقت الحاضر مثل الدب الأكبر، والدب الأصفر، والحوت، والعقرب.

وكان هناك من المفكرين العرب من لم يكونوا من المؤمنين بالتنجيم، كالكندي والفارابي وابن سينا، فيذهب ابن سينا إلى أن قول المنجمين بأثر الكواكب على الناس من خير وشر، إنما هو قول هراء، وقد أخذوه تقليداً من غير برهان ولا قياس.

ويقول ابن طفيل بوحدة القوانين والأنظمة الكونية، وشمولها فيما يسيطر على النبات والماء والهواء والجماد، يسيطر على الحيوان والإنسان، وعلى سائر الموجودات، وإن العالم بجملته كشئ واحد، يتحرك في دائرة من القوانين والأنظمة.

والخلاصة إن العلماء العرب، كانوا يرون في الفلك علماً رياضياً مبنياً على الرصد والحساب، وعلى فروض تفرض لتعليم ما يرى من الحركات والظواهر الفلكية، وكان أساس تقدم علم الفلك عند العرب ما أقاموه من مراصد، وما ابتكروه من أجهزة وآلات وأدوات، وما قدموه من أزياج وجداول فلكية.

وقد قسم المستشرقون تاريخ العلوم العربية على النحو التالي :

أ ـ المرحلة الأولى : 750م.
ب ـ مرحلة النقل : 750 ـ 900م.
جـ ـ العصر الذهبي : 900 ـ 1200م.
د ـ عصر الانحطاط : 1200م وما بعدها.

وقد أوحى هذا التقسيم المعروف بأن العرب، بحلول العصر الذهبي 900ـ 1200م تقريباً، أخذوا يعتمدون مصادرهم ومنابع علومهم الخاصة ويتقدمون بأنفسهم، والواقع أنهم كانوا يعتمدون مصادرهم منذ كانوا يترجمون، لأنهم ما كانوا يترجمون من أجل الترجمة إنما كانوا يترجمون وفقاً للمقتضيات البحثية الأصلية.

وتقع فترة الحكم الفاطمي لمصر (969ـ1171م). (358 ـ 567هـ) في مرحلة العصر الذهبي لتاريخ العلوم العربية.

وسنتناول في هذا البحث أعمال ثلاثة من أعظم الفلكيين العرب خلال الحكم الفاطمي وهم (ابن يونس المصري ـ حسن بن الهيثم ـ علي بن رضوان) حسب الترتيب الزمني لهم. كذلك سنتناول المراصد الفلكية الثلاث التي أقامها الفاطميون في القاهرة (مرصد مسجد فيله ـ مرصد مسجد الجيوشي ـ مرصد الوزير المأمون بباب النصر).

مصر الفاطمية الإسلامية :

خرج القائد جوهر الصقلي من قبل المعز لدين الله الفاطمي من شمال أفريقيا في فبراير سنة 969م، على رأس جيش يربو على مائة ألف، وسرعان ما وصل الإسكندرية التي دخلها دون عناء يذكر، ثم احتل الفسطاط في يوليو 969م. وخطط مدينة القاهرة، لتكون مقراً لملك الفاطميين، وسرعان ما بنى جوهر الجامع الأزهر بالقاهرة، ولم يكن الغرض من إنشائه أول الأمر إقامة الصلاة فقط، بل استهدف كذلك نشر الدعوة السياسية وتعليم اللغة العربية والدين، وتربية النشء. وسمي الأزهر، نسبة إلى فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون وهو أول مسجد أسس بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي.

ويعتبر الخليفة العزيز الفاطمي، أول من أوقف الجامع الأزهر على العلم وأول من أقام الدرس به عام 378هـ فتحول من جامع إلى جامعة إذ ما كاد يتولى الخلافة حتى قام ومعه وزيره أبو الفرج يعقوب بن كلس، وكان من فحول العلماء بتعيين خمس وثلاثين عالماً لتدريس الفقه على مذهب الفاطميين، ودراسة الأدب وعقائد الدين بالأزهر، وأسماهم المجاورين، إذ ابتنى لهم المنازل المجاورة للجامع، وأسكنهم فيها، وأجرى عليهم الأرزاق والمنح والعطايا. وقد رغب الفاطميون أن يجعلوا الأزهر عظيم الشأن، بحيث يجتذب طلاب العلم من كافة أرجاء البلاد الإسلامية، فكانوا يقدمون إليهم المأكل والمشرب والملبس دون أجر.

وقد جدد بناء الأزهر وزاد فيه الحاكم بأمر الله، وأوقف عليه أوقاف ثابتة، كذلك جدد فيه العزيز بالله والمستنصر بالله وغيرهم من الخلفاء الفاطميين وظل الأزهر كعبة للراغبين في المعرفة، ويقف إلى جانب جامع القرويين في فاس، وجامع الزيتونة في تونس. وزاد إقبال الناس عليه، إذ قضت غزوات المغول على معاهد العلم في الشرق العربي، كما قضى الانحلال والتفكك على معاهده في المغرب العربي كذلك.

كانت القاهرة في العصر الفاطمي عاصمة الشرق ومقر نصف الخلافة الإسلامية التي تقاسمتها مع الخلافة العباسية، وقلب العالم الإسلامي، وكانت قبلها ولاية تابعة، وأصبحت الرأس والعاصمة، تضم كلا من شمال أفريقيا غربا والشام شرقاً واليمن جنوباً.

وكان سادس الخلفاء الفاطميين هو الحاكم بأمر الله (996ـ1021م) والذي يصفه المستشرق الألماني ميللر (ما زال الحاكم بأمر الله لغزاً .. فهو من أعجب وأعمق الشخصيات التي عرفها التاريخ).. أما من يرونه أحد الشخصيات التاريخية البارزة فلأنه انشأ "دار الحكمة" دار العلم الشهيرة، وتجديد الجامع الأزهر. وكان في عهده بداية بناء المراصد الفلكية في مصر وازدهار العلوم ومنها علم الفلك.

ابن يونس المصري :

هو أبا الحسن علي بن عبد الرحمن بن يونس، بن عبد الرحمن يونس، بن عبد الأعلى الصدفي المصري، ولد بمصر عام 341هـ وتوفي بها سنة 399هـ (1009م) وهو سليل بيت اشتهر بالعلم فأبوه عبد الرحمن ابن يونس، كان محدث مصر ومؤرخها، وأحد العلماء المشهورين فيها، وجده يونس بن عبد الأعلى صاحب الإمام الشافعي ومن المتخصصين بعلم النجوم. وقد قدر الفاطميون علمه وفضله فأجزلوا له العطاء وشجعوه على متابعة بحوثه في الهيئة (علم الفلك) والرياضيات وبنوا له مرصدا على جبل المقطم قرب الفسطاط، وجهزوه بكل ما يلزم من الآلات والأدوات، أمره العزيز الفاطمي أبو الحاكم بأمر الله بأن يصنع زيجا، فبدأ به في أواخر القرن العشر الميلادي، وأتمه في عهد الحاكم بأمر الله وسماه الزيج الحاكمي، يقول عنه ابن خلطان بأنه زيج كبير يقع في أربعة مجلدات، لم أرى في الأزياج على كثرتها أطول منه. ويقول سيديو عن هذا الزيج (أنه يقوم مقام المجسطي والرسائل التي ألفها علماء بغداد سابقاً، ويشتمل على مقدمة طويلة و 81 فصلاً وقد ترجمه كوسان إلى الفرنسية).

وقد رصد ابن يونس كسوف الشمس وخسوف القمر في القاهرة سنة 978م، وقد وصف في زيجه الحاكمي الطريقة التي أتبعها فلكيو العرب في عصر الخليفة المأمون العباسي في قياس محيط الأرض. وهو الذي اخترع البندول، وبذلك يكون قد سبق جاليليو بعده بقرون، وكان يستعمل لحساب الفترات الزمنية أثناء الرصد. كما استعمل في الساعات الدقاقة.

وقد برع ابن يونس في حساب المثلثات وأجاد فيها، وفاقت بحوثه فيها بحوث كثير من الرياضيين، وقد حل مسائل صعبة في المثلثات الكروية، واستعان في حلها، بالمسقط العمودي للكرة السماوية على كل من المستوى الأفقي ومستوى الزوال. وابتدع قوانين ومعادلات، كان لها قيمة كبرى قبل اكتشاف اللوغريتمات، إذ يمكن بواسطتها تحويل عمليات الضرب إلى عمليات جمع وفي هذا بعض التسهيل لحلول كثير من المسائل الطويلة المعقدة. ولذلك فإنه يعتبر بحق ممن مهدوا لاكتشاف اللوغاريتمات. وحتى عام 1800م نجد الفرنسي (لابلاس) يستفيد من كتب ابن يونس المصري في دراساته وأبحاثه.

حسن بن الهيثم في مصر الفاطمية :

حسن بن الهيثم (354ـ430هـ / 965ـ1038م). أحد علماء ثلاثة يزدهي بهم تاريخ العلم العربي والإسلامي وهم: ابن سيناء ، وابن الهيثم، والبيروني. بلغت الحضارة العلمية الإسلامية في عهدهم الذروة، وذلك من منتصف القرن العاشر إلى منتصف القرن الحادي عشر الميلادي أو منتصف الرابع إلى منتصف الخامس الهجري، وهو كأحد علماء الطبيعة الإسلاميين، يعتبر الأرفع شأناً والأعلى كعبا والأرسخ قدماً. ولعله في مقدمة علماء الطبيعة في جميع العصور والأحقاب. وقد عرفته أوروبا باسم الهازن، وهو تحريف الحسن، وهو الحسن بن الهيثم ولد في منتصف القرن الرابع الهجري (حوالي 354ـ965م) وعاش أول أمره في البصرة، ثم انتقل إلى القاهرة بدعوة من الخليفة الحاكم بأمر الله، وفيها عاش أغلب عمره وألف معظم كتبه، وظلت كتبه المرجع الذي يعتمد عليه أهل الصناعة في علم الضوء، حتى القرن السابع عشر الميلادي، وكان يسمى علم المناظير.

وكان لدى الحاكم بأمر الله ميل إلى الحكمة والفلسفة، وكانت له رغبة في تشجيع العلم والعلماء آوى كثير من أطباء عصره وأسس في القاهرة دار الحكمة. وعندما بلغه قول ابن الهيثم: لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملا يحفظ ماءه ويحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موقع عال، وهو في طرف الإقليم المصري فاشتاق الحاكم بأمر الله إلى رؤيته، ولعله أراد أيضاً أن يأويه إليه، ويشمله بعطفه لكي يستأثر بفخر استظلاله برعايته وانتسابه إليه، فأرسل إليه مرغبا إياه في الحضور إلى مصر، وخرج الحاكم بأمر الله بنفسه لاستقباله خارج مدينة القاهرة، وأكرم وفادته، وأمر بإكرام مثواه، ولما أرسل ابن الهيثم على رأس بعثة هندسية بأدق المعاني الحديثة لهذه العبارة، وتتبع مجرى النيل من القاهرة إلى جنوب أسوان يدرسه ويعاينه، إلا أنه لم يجد الأمر متفقاً وفكرته الهندسية التي خطرت له، لذلك عاد إلى القاهرة وهو في أشد حالات الخجل واعتذر للحاكم بأمر الله. أثار فشله هذا سخط الحاكم بأمر الله وسخريته، فعين ابن الهيثم في وظيفة إدارية لم تدخل إلى نفسه شيئاً من السرور وشاء سوء طالعه أن يرتكب خطأ، وخشي غضب الحاكم بأمر الله وتنكيله به فتظاهر بالجنون ونجحت هذه الحيلة فحدد الخليفة إقامته في داره وضربت الحراسة عليه وعلى بيته واستولت الحكومة على ممتلكاته. عندما أصبح الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله خطراً على مستقبل البيت الفاطمي، تصدت له أخته سيدة الملك، وأمرت بقتله، عندما أمتطى دابته وصعد إلى جبل المقطم ليتأمل السماء والكون في الليل عام 1021م، حيث خرج الحاكم بأمر الله على دابته ولا يعلم بخروجه أحد وعندما بلغ أبواب القاهرة أختفى ولم يعرف له أثر فكان اختفاؤه لغزاً من الألغاز.

وبذلك استطاع ابن الهيثم أن يتحرر من تحديد إقامته وفرض الحراسة عليه وتأميم ممتلكاته فترك سكنه واتجه إلى حي الأزهر حيث أقام هناك واضطر أن يكتسب قوته عن طرق النسخ، وهكذا قضى هذا الرجل التعس حياته حتى توفي. وقد كلفه بعضهم مرة أن ينسخ له مبادئ أويقليد والماجسطي لبطليموس فنسخهما بدون خطأ وفي غاية الدقة ليستطيع أن يتغلب على متاعب الحياة ويحصل على قوته اليومي. ومن الجدير بالملاحظة أن ابن الهثيم أدرك الأخطاء التى تردى فيها هذان العالمان فعارضهما وانتقدهما وبين أخطاءهما، فقد قال كل من أويقليد وبطليموس أن العين ترسل أشعة بشرية على الأشياء المراد رؤيتها، فأعلن ابن الهثيم خطأ هذا الرأي، وقال: أن العين لا ترسل شعاعاً، وإن هذا الشعاع ليس هو الذي يسبب الرؤية والعكس هو الصحيح فإن الجسم المرئي هو الذي يرسل أشعة إلى العين وإن عدسة العين هي التي تحوله.

وكان هذا الرأي لابن الهيثم كشفا جديدا قفز بالعالم العربي بخواص الحواس قفزة بعيدة جداً وصحح الخطأ الذي وقع فيه العالم القديم، وفسر لنا ابن الهثيم الضوء ومظاهره، كما أوجده بذلك قانوناً جديداً أثبت صحته وأيده بتجارب كثيرة مختلفة فكان ابن الهثيم هو صاحب النظريات العلمية المعتمدة على التجارب، وابن الهثيم هو وأمثاله من العلماء العرب هم مؤسسوا الأبحاث التجريبية وليس (روجر بيكون) أو (جليلي)، أو (ليوناردو ديفنشي) أو (باكوفون فرولام)، فالعرب سبقوهم وبلغوا بأبحاثهم التجريبية المستوى الرفيع وأصبح اسم الحسن بن الهيثم هو همزة الوصل وهو النجم الذي أضاء الطريق ومهد لقيام الأبحاث الحديثة بعد أن سبق أوروبا إليها.
فإبن الهيثم هو الذي استغل الزمن الذي مضاه مختاراً في سجنه، كما استغل أيضاً الأعوام التي تلت خروجه وقام بأبحاثه العلمية وتجاربه الخاصة بالبصريات الهندسية فخلق بذلك علماً مستقلاً.

تقول الدكتورة سيجريد هونكه في كتابها (شمس الله تشرق على الغرب ـ فضل العرب على أوروبا) الحسن بن الهيثم (965ـ1039م) هو الذي أثر في أوروبا تأثيراً بعيداً وعرفته تحت مسمى (الحسن) وكان أشهر الأساتذة العرب الذين أخذوا بيدها في هذا المضمار من البحوث، فقد وضع نظرية حول حركات الأفلاك على أطباق غير شفافة وقد شغلت هذه النظرية العصور الوسطى كثيراً كما خلقت لنا أثراً في المكان الخاص بـ "شتمه" بالقرب من مدينة (إينزبروك) حيث توجد إلى اليوم مائدة من خشب القرو ترجع إلى عام 1428م، وقد صنعت في أوجسبرج، وهي تبين حركات الأفلاك الستة حسب نظريته وفي صورة نموذجية.

لكن شهرة هذا العالم العربي لم تقم على هذه النظرية فقط، ففضله على علم الفلك يتجلى في اكتشافه أن جميع الأجرام السماوية ومن بينها النجوم الثابتة ترسل نورها، عدا القمر الذي يستمد نوره من الشمس. وهذه النتيجة التي انتهى إليها ابن الهيثم نقلته إلى فكرة أخرى جديدة أدت إلى ثورة عارمة في علم الفلك فقد عارض ابن الهيثم العالمين الاسكندريين (أويقليد) و (بطليموس) فأثبت خطأ نظريتهما، وبذلك نجح في فرض أرائه الجديدة. وكيف يقع خسوف القمر إذا كان القمر جسماً غير مضئ؟ وأنه يستقبل ضوءه من الشمس؟ فمثل هذا السؤال الفلكي دفع ابن الهيثم إلى خلق نظرية خاصة بتكوين الظل عن طريق أجسام نورانية.

قدسية ثبات الكون في فكر العصور الوسطى :

بعد أن انتشرت نظرية أرسطو بشأن كمال السماوات، كان من نتائجها إن أوجدت حائلا للتعرف علي أي نجم جديد . فلما كانت الفكرة القائلة بعدم وجود تغير في السماوات قد ثبتت لدي علماء الفلك باتوا يستنكفون الإبلاغ عن أي تغيير إذا كانوا في أوروبا يخشون أن ينال ذلك من مصداقيتهم و من سمعتهم . ولربما كانوا يغمغمون لأنفسهم بأن الوهن بدأ ينال من بصرهم و بأنهم يعانون خداع النظر . فبهذه الطريقة يتحاشون مغبة الإعلان عن أمر يلقي استهجانا من العامة.

بل أن مسألة الإعلان عن أي تغيير قد تصل إلى حد المساس بالمقدسات فلقد كان علماء الفلك المسيحيون في أوروبا في العصور الوسطى يرون في كمال السموات، لا سيما الشمس، رمزا لكمال الإله. ولما كان السعي إلى اكتشاف خلل في هذا الكمال يحمل تشكيكاً في صنيع الله. فهو إذاً من الكبائر. بل أن اعتقادهم بعدم كمال الأرض إنما كانوا يعزونه إلى معصية آدم وحواء حيث أكلا من الشجرة المحرمة في جنة عدن، وأن لم يكونا قد فعلا ذلك ربما اكتسبت الأرض صفة الكمال مثل بقية السماوات. ومن ثم فربما يكون تاريخ الفلك القديم قد شهد ظهور نجوم جديدة بين حين وآخر ولكن إما لم يرصدها أحد من الفلكيين أولم يصدقوا أعينهم أو أنهم لاذوا بالصمت لمجرد إيثار السلامة.

في عام 1006م رصد نجم جديد في برج لوبوس المجاور لبرج قنطورس غير أنه ظهر أيضا في السماء الجنوبية. كان العرب في ذلك الوقت في قمة تفوقهم العلمي وكانوا أفضل من يمارسون علـم الفـلك في ذلك الحين. فقد ورد أيضـا ذكر ذلك النجم ثلاث مرات علـى الأقـل في مدوناتهم. وكان أفضل من رصده وسجله هو علي بن رضوان العالم العربي المصري والفلكي المسلم الذي رصده من مدينة الفسطاط في 30 إبريل 1006م.

ولا غرابة فيما حظي به النجم الجديد من اتساع مجال رؤيته. فقد أجمعت كل التقارير على شدة بريقه. ويقدر بعض علماء الفلك من العصر الحديث بريقه بأنه ينهاز مائتي مثل بريق كوكب الزهرة في ذروته، أي حوالي عشر بريق القمر وهو بدر. وقد ظل في مرمى البصر لحوالي ثلاث سنوات وإن لم تزد الفترة التي كان فيها أكثر بريقا من الزهرة عن بضعة أسابيع.

وكان النجم الجديد على ارتفاع كاف من خط الأفق يتيح رصده من الجنوب الأوروبي. ولعلنا نتصور علامة الدهشة والرهبة التي ترتسم على وجوه الناس في إيطاليا وأسبانيا وجنوب فرنسا لو أنهم تطلعوا ليلا إلى السماء الجنوبية ورأوا ذلك النجم. لكنهم لم يفعلوا، أو على الأقل ليس هناك ما يدل على ذلك. وقد ورد في السجلات المحفوظة في اثنين من الأديرة، واحد في سويسرا والثاني في إيطاليا، ما يوحي بأن شيئا ظهر في السماء في ذلك العام، مما قد يفسر بأنه نجم ساطع.
ولما كان البعض آنذاك في أوروبا يتوقع أن تحل نهاية العالم بعد نحو ألف عام من مولد المسيح، وبما أن النجم الجديد ظهر عام 1006م، فقد يتبادر إلى الذهن أنه كان أحرى بالأوروبيين أن يعتبروه علامة على هذه النهاية، ولكن حتى هذا الاحتمال المرعب لم يبعث فيما يبدو أحدا على مجرد الإشارة إلى ذلك الحدث.

وبعكس الفكر الأوروبي في العصور الوسطى فإن العقيدة الإسلامية كانت تجيز التأمل والتدبر في خلق الكون وكان الهدف من ذلك هو تقرير حقيقة الألوهية الحقة للذي خلق هذا الكون الموجودة مما يؤدي إلى العبرة والعظة (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) سورة فصلت : 52.

وقد أدى ذلك إلى انطلاق العقلية العربية والإسلامية من عقال الجاهلية إلى رحاب الفكر العلمي والمنهج التجريبي وقيام الحضارة العربية الإسلامية والتي وصلت إلى أوجه مجدها وتقدمها وتفوقها في العصور الوسطى بينما كانت أوروبا مازالت ترسف في غياهب الظلام والجهل تحت الإرهاب الفكري للكنيسة الكاثوليكية في روما. ولذلك لم يتردد الفلكيون المسلمون والذي اعترف العالم بعبقريتهم من أمثال أبو الريحان البيروني وابن البثاني وابن الشاطر وابن يونس المصري في رصد السماء وتدوين ما يرونه ومحاولة تفسيره علميا بعقلية علمية متحررة من الخزعبلات والإرهاب الديني.

سوبر نوفا علي بن رضوان :

ولد علي بن رضوان بالقرب من القاهرة وعاش خلال الفترة من 998 حتى 1061 ميلادية وكان يعمل بالدرجة الأولى كطبيب وكان له اهتمامات كبيرة بالفلك وألف مجلد هام أسماه (التعليقات على الكتب الأربع لفلك البطالمة) وكان لهذا المجلد تأثير كبير على عالم القرون الوسطى وكان علي بن رضوان قد شاهد النجم المتفجر سوبر نوفا عام 1006 ميلادية عندما كان عمره ثمان سنوات ومع ذلك اعتمد في تسجيل هذه الظاهرة في مجلده على وصف الأكبر سنا منه الذين شاهدوها عام 1006 ميلادي. ويقول في مجلده :

سوف أوصف الآن المشهد الذي رأيته عند بداية تعلمي. هذا المشهد ظهر في برج العقرب في الاتجاه المعاكس للشمس. كانت الشمس في ذلك اليوم على بعد 15 درجة في برج الثور (أي على بعد 15 درجة من بداية برج الثور على الدائرة الكسوفية) وكان المشهد على بعد 15 درجة من برج العقرب. هذا المشهد كان جسم دائري كبير قطره ما بين 2.5 إلى 3 مرات قطر كوكب الزهرة. وكانت السماء تشع بسبب ضوءه العالي. حيث كان ضوءه يزيد قليلا عن ربع إضاءة القمر. وقد ظل في مكانه إلى أن أصبحت الشمس على بعد ستين درجة منه في برج العذراء (السنبلة) فاختفى. كل ما ذكرته من تجربتي الشخصية وهناك من المهتمين كانوا يتابعون المشهد وقد توصلوا إلى نفس المعتقد (المستخلص) العلمي. وكان مواقع الكواكب كالتالي : الشمس والقمر تقابلا عند 15 درجة من برج الثور، وكان زحل يبعد 11\ 12o من برج السرطان، وكان المريخ على بعد 19\ 21o من برج العقرب. والزهرة على بعد 28\ 12o من برج الجوزاء، وعطارد كان على بعد 11\ 5o من الثور، وعقدة القمر The moon's node على بعد 28\ 23o من برج القوس. والمشهد حدث عند الدرجة 15o من برج العقـرب. وكان مطلع الاقتران عندما ظهر المشهد في سماء مدينة الفسطاط على بعد 2\ 4o من برج الأسد. وأيضا العشر (المنزل) لبرج الثور كان يبدأ من 27\ 26o من برج الحمل.
وقد ذكر علي بن رضوان الحروب والمجاعات والكوارث الأخرى التي حدثت بعد ظهور هذا المشهد من برج العقرب. حيث اعتبر أن هذا نذير شؤم للمسلمين. وقد حسبت إحداثيات الأجرام السماوية والكواكب بواسطة علي بن رضوان باستخدام جداول المجسط البطلمي. وكانت عاصمة المسلمين في مصر في ذاك الوقت هي الفسطاط ذات الإحداثيات (خط عرض 30o وخط طول 31.3o) وهي تقع الآن جنوب شرق القاهرة وتعرف باسم "مصر القديمة". في اتجاه الجنوب الغربي ـ جنوب وجنوب شرق القاهرة ـ فإن المنطقة لها مستوى مقبول، لذلك أمكن رؤية النجم المتفجر.
والتعبيرات "Ascendant of Conjunction" و "Beginning of the Tenth House" تحتاج للتوضيح. حيث أن الاثنان لهما لحظة معينة. فمطلع الاقتران هي النقطة على دائرة البروج التي تشرق عند زمن مختار، بينما بداية المنزل العاشر هي اللحظة الخاطفة للصعود الأعلى لدائرة البروج.

وبالرغم من أن يوم الأرصاد غير معلوم، إلا أنه يمكن اشتقاقه من مقارنة حسابات على بن رضوان. فوضع الشمس والقمر والكواكب التي ذكرت بواسطة علي بن رضوان تدل على أن وقت الأرصاد كان يوم 30 إبريل عام 1006 ميلادي. والمواقع التي حسبت بواسطة على بن رضوان قد تمت مقارنتها بتلك التي تم حسابها بالنظريات الحديثة. وقد تمت الحسابات الحديثة على أساس أن الوقت المحلي لمدينة الفسطاط كان 10.83 ساعة في 30 إبريل 1006. والوقت المحلي هنا يعني الوقت المحلي الظاهري حيث أن هذا النظام كان هو المتبع بكثرة في عالم العصور الوسطى حيث تكون الشمس على دائرة الزوال للرصد في الساعة الثانية وعشر تماماً في الظهر. وقد تم هذا بناء على ما دونه علي بن رضوان حول طالع الاقتران "The Ascendant of the Conjuction" وبداية المنزل العاشر. و "Beginning of the Tenth House" وتأخذ طالع الاقتران ومقداره 2\ 4o في برج الأسد (أي خط الطول 124.03o على الدائرة الكسوفية) فإنه يعطي وقت محلي مقداره 10.84 ساعة يوم 30 إبريل 1006.

وكذلك فإن الوقت المحلي المستنتج من بداية المنزل العاشر كان خط طوله على دائرة الكسوف 27\ 26o في برج الحمل (أي خط طول مقداره 26.45o على دائرة الكسوف) هو 10.82 ساعة. ولكن لماذا اختيار هذا الوقت في الصباح الباكر ليوم 30 إبريل 1006. وهناك تفسير محتمل وهو أن النجم لم يرى في الليلة السابقة ليلة (29/30 إبريل) ولكن تمت رؤيته في ليلة (30 إبريل / مايو). ولأسباب تنجمية فإن ابن رضوان حدد هذا الوقت لأول ظهور لهذا النجم المنفجر (سوبر نوفا). والجدول التالي يوضح الأرقام المسجلة في كتاب ابن رضوان وتلك التي تم حسابها بفيلم الفلك الحديث يوم 30 إبريل 1006م عند الوقت المحلي 10.83 ساعة.

خطوط الطول على دائرة الكسوف
للقمر والكواكب في الساعة 10.83 في
صباح 30 إبريل 1006 ميلادية

الجرم السماوي المسجل في كتاب علي بن رضوان المحسوب بالفلك الحديث
1ـ القمر 44.5o 44.36o
2ـ الشمس 44.5 44.62
3ـ عطارد 35.22 34.73
4ـ الزهرة 72.47 72.20
5ـ المريخ 231.32 228.02
6ـ المشترى 101.35 100.62
7ـ زحل 132.22 131.95
8ـ عقدة القمر 263.57 263.47

وعلي بن رضوان قد يكون قد أخطأ عندما ذكر أن النجم المنفجر (الجديد) كان في الاتجاه المعاكس للشمس على دائرة الكسوف أي من منتصف برج العقرب أي بين 224 و225o على الدائرة الكسوفية. حيث لا بد أن يأخذ هذا الرقم ببعض من الحذر. ولكن أهم ملاحظة موجبة هو وصف ابن رضوان للنجم الجديد بأنه ذو طبيعة ثابتة فيقول: " لقد ظل النجم في مكانه ويتحرك يوميا مع برجه على دائرة الكسوف" بمعنى أنه ثابت في موقعه على دائرة الكسوف رغم حركته اليومية الظاهرية فوق الأفق من الشرق إلى الغرب كسائر باقي النجوم.
ويمكن تحديد اليوم الذي اختفى فيه النجم وذلك من معرفة الحركة الظاهرية للشمس على دائرة الكسوف على مدار العام عندما يكون الفرق ما بين خط طول النجم وخط طول الشمس على الدائرة الكسوفية 60 درجة. ويأخذ أن خط طول النجم الجديد هو 224.5o على دائرة الكسوف عندما ظهر لأول مرة فإن الشمس ستكون على خط طول 164.5o على دائرة الكسوف عند اختفاء النجم أي عندما تكون الشمس في دائرة العذراء أي ما بين خطي طول 150o و 180 o على دائرة الكسوف، كما ذكر علي بن رضوان. وهو يقابل تاريخ 2 سبتمبر 1006 ميلادية عند اختفاء النجم الجديد. ويحتمل أن يكون يوم اختفاء النجم الحقيقي هو حول 2 سبتمبر 1006 بأيام قليلة.
ولقد وصف ابن رضوان بأن النجم كان باهر ومتألق وأن السماء كانت مضاءة من شدة لمعانه والتي كانت تقترب من ربع إضاءة القمر.

الظاهرة في ضوء علم الفلك الحديث :
ويشير خط العرض المجري العالي للنجم المتفجر في عام 1006 ميلادية وشدته العالية في الإضاءة بأنه كان سوبر نوفا Super nova وبالتالي فإن الاتساع الزاوي لبقاياه سوف تكون أكبر من أي مثيل له في العمر.
وفي عام 1965 تم اكتشاف مصدر لموجات الراديو في برج الذئبة وصف بأنه من مخلفات الانفجار السوبر نوفا الضخم الذي وقع عام 1006 على مسافة لا تزيد على ألف فرسخ فلكي (بارسك) من الأرض وتم ترقيمه وتصنيفه بالكود SN 1006 .
ولقد قام الفلكي د. روجر من مرصد الدومنيون للفيزياء الفلكية الراديوية بكندا عام 1988 برصد مخلفات سوبر نوفا علي بن رضوان على التردد 843 ميجا هرتز مما أدى إلى دراستها بطريقة مفصلة بقوة تفريق مقدارها دقيقة قوسية. وفي عام 1993 أعيد رصده بعلماء آخرين وبقوة تفريق أكبر. كما تم رصده للمرة الثالثة عام 1997 بواسطة أشعة الراديو وخط الطيف هـ ـ ألف. ثم تم رصده بالأقمار الصناعية في الثمانينات من القرن العشرين ومنها القمر الصناعي ROSAT بالأشعة السينية. وقد وضحت صور هذا القمر الصناعي أيضا تطابقاً مع صور أشعة الراديو فالغطاء مضئ عند الحافة وأكثر إضاءة عند الشمال الغربي والجنوب الشرقي للغطاء المستدير. كما تم رصد خطوط طيف سينية مضيئة والتي تعزى إلى إشعاع حراري من صدمة بلازما عالية الحرارة Shock-heated plasma وفي تفسير آخر فإن الأشعة السينية من المستعر SN1006 وهو مخلف سوبر نوفا علي بن رضوان تشير إلى أن هناك إشعاع غير حراري Synchrotron emission مشابه للأشعة السينية الصادرة من السديم The Crab Nebula. وفي عام 1995 قام العالم الفلكي Koyama وآخرين معه والذي رصد مخلفات سوبر نوفا علي بن رضوان بآشعة سينية ذات طاقة عالية تصل إلى 8 كيلو إلكترون فولت. وقد اتضح أن الآشعة الصادرة من المستعر هي أشعة غير حرارية Synchroton Radiation عن الحافة بينما في مركز المستعر هي آشعة حرارية وهذا يعني أن الجسيمات الدقيقة حدث لها عملية تعجيل حتى أصبحت جسيمات ذات طاقة عالية أثناء انفجار النجم وانتقالها من المركز إلى الحافة، وقد أيد هذا الرأي العالم Tanimori مع آخرين من أرصاد لمخلفات النجم المتفجر بأشعة جاما بالأقمار الصناعية عام 1998.
وقد دلت الأرصاد على أن قطر الانفجار 25 سنة ضوئية، ومعنى ذلك أن هذا النجم المنفجر كانت له سرعة انفجار تساوي 6500 كيلو متر في الثانية منذ عام 1006م، وهي سرعة الجسيمات الدقيقة في الفضاء بعد الانفجار والناجمة على انفجار سوبر نوفا على بن رضوان.
وهذا يعني أنه إضاءة هذا النجم المتفجر عند انفجاره كان لها القدر ـ 19 على المقياس المطلق وعلى المقياس الظاهري ـ10 بمعنى أنه أكثر لمعانا من كوكب الزهرة بمقدار مائتي مرة أو ربع إضاءة القمر عندما يكون بدراً كاملاً.
المراصد الفلكية في مصر الفاطمية الإسلامية :
إن المرصد وهو أكثر المؤسسات التي يمكن اعتبارها قريبة إلى العلوم غير الدينية كان يواجه مشكلات كبيرة إلى أن أصبح جزءا متكاملاً من الحضارة الإسلامية، لذلك نجد أنه خلال التاريخ الإسلامي وفي بقاع مختلفة من الامبراطورية الإسلامية هدمت مراصد كثيرة بعد بناؤها وأعدم الوزراء الذين كانوا قائمين عليها وأعدم الفلكيون العاملين بها، إذ تسرب للحاكم أن هذه المراصد تمارس التنجيم، حيث أن العقيدة الإسلامية ضد التنجيم وإدعاء معرفة الغيب. وكان أول مرصد بني في العصر الفاطمي هو ذلك المرصد الذي شيده الفاطميون على جيل المقطم قرب الفسطاط لابن يونس المصري في أواخر القرن العاشر الميلادي. ومع قرب نهاية القرن الخامس الهجري وبداية القرن الثاني عشر الميلادي أراد الوزير الأفضل أبا القاسم شاهنشاه بن أمير الجيوش (الجيوشي) بدر الجمالي الاحتفال بالذكرى الخمسمائة للهجرة حيث أحضر من بلاد الشام تقاويم لما يستأنف من السنين لاستقبال سنة خمسمائة من سنى الهجرة وقيل مائة تقويم أو نحوها، وكانوا منجموا الحضرة يومئذ: ابن الحلبي وابن الهيثم وسهلون وغيرهم كما ورد في ذكر المراصد في كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية تأليف تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي المتوفي سنة 845هـ.
وكان أول مسجد بناه الأفضل أبا القاسم شاهنشاه الجيوشي بدر الجمالي لاستخدام سطحه كمرصد هو مسجد فيله في جبل الجرف الواقع إلى الشمال من بركة الحبش بالقاهرة وكان الآلة المستخدمة للرصد هي ذات الحلق وكان قطرها خمسة أمتار. وذات الحلق كانت هي أرفع وأرقى أدوات الرصد الفلكي في العصر الإسلامي في كل البقاع وكان الوزير الأفضل أبا القاسم الجيوشي بدر الجمالي يشرف على تصنيع هذه الحلقة بنفسه وبأموال طائلة من خزائن الدولة.

ذات الحلق :
Armillar آلة من خمس حلقات ودوائر من نحاس، ويمثل أولها دائرة نصف النهار وهو مركز على الأرض ودائرة منطقة البروج ودائرة العرض ودائرة الميل وكذلك الدائرة الشمسية التي يعرف بها سمت الكواكب.
لقد طور المسلمون من صناعة هذه الآلة حتى بلغ قطر حلقاتها النحاسية 3 أمتار ونصف المتر حتى أنه في عام 515هـ في القاهرة صنع ابن قرقه حلقة ذات 5 أمتار وعبر عن ذلك بقوله للأفضل: (وحق نعمتك لو أمكنني أن أعمل حلقة تكون رجلها الواحدة على الأهرام والأخرى على مسجد التنور عبر النيل فعلت فكلما كبرت الآلة صح التحرير، وأين هذا في العالم العلوي). بمعنى كلما كبر حجم الآلة ازدادت دقتها وبالصغر آلاتنا بالنسبة إلى رحابة الكون العظيم، وبذلك نجد أن المسلمين لم يطورو الآلة فقط وإنما زادوا عليها في حلقات مكنتهم من عمل قياسات أفقية.
الجيب المجيب Sennero Quadrant يتكون من ربع دائرة يطلق عليه الربع المقطوع والربع المقنطر ويعمل من الخشب الجيد أو من البرونز أو الذهب أو الفضة ومعرفة البروج وعلم المزولة .. وغيرها.
بعد اكتمال الحلقة وتركيبها فوق سطح فيله وجدوا أن جبل المقطم يحول رصد الشمس عند شروقها وبالتالي قرروا نقل ذات الحلق إلى سطح مسجد الجيوشي فوق جبل المقطم والذي كان الوزير الأفضل أبا القاسم الجيوشي قد بناه أيضاً. ثم تم سبك حلقة جديدة قطرها 3.5 أمتار تحت إشراف الوزير الأفضل بأموال أقل من خزانة الدولة وتم بها رصد الشمس من فوق سطح مسجد الجيوشي وتم عمل تقاويم عام 513هـ .
وطبقاً للخطط المقريزية (وفي ليلة عيد الفطر عام 515هـ تم اغتيال وقتل الوزير الأفضل الجيوشي. حيث تولى الوزارة بعده القائد أبو عبد الله ودعي بالمأمون بن البطائحي الذي أمر بنقل ذات الحلق إلى باب النصر ورفعها إلى أعلى السطح حيث تمكنوا من رصد الشمس عند شروقها ثم تم سبك حلقة ثالثة قطرها 2.5 أمتار وقد سمى الوزير المرصد الجديد بباب النصر بأسمه فسماه مرصد المأمون ... مما أثار حفيظة الخليفة الآمر بأحكام الله ... لذلك قبض على الوزير المأمون ليلة السبت ثالث شهر رمضان سنة تسع عشر وخمسمائة هجرية (519هـ) وكان من جملة ما عدد ذنوبه عمل المرصد المذكور والاجتهاد فيه وقيل أطمعته نفسه في الخلافة بكونه سماه المرصد المأموني ونسبه إلى نفسه ولم ينسبه إلى الخليفة الآمر بأحكام الله، وأما العامة والغوغاء فكانوا يقولون أرادوا أن يخاطبوا زحل وأرادوا أن يعلموا الغيب وقال آخرون منهم عمل هذا للسحر ونحو ذلك من الشناعات، فلما قبض على المأمون بطل وأنكر الخليفة على عمله فلم يجسر أحد أن يذكره وأمر فكسر وحمل إلى المناخات وهرب المستخدمون ومن كان فيه من الخاص وكان فيه من المهندسين رسم خدمته وملازمته في كل يوم بحيث لا يتأخر منه أحد الشيخ أبو جعفر بن حسنداي والقاضي بن ابن العيش والخطيب أبو الحسن علي بن سليمان بن أيوب والشيخ أبو النجا بن سند الساعاتي الإسكندراني المهندس وأبو محمد عبد الكريم الصقلي المهندس وغيرهم من الحساب والمنجمين كابن الحلبي وابن الهيثم وابن نصر تلميذ سهلون وابن دياب وجماعة يحضرون كل يوم إلى ضحوه النهار).
وهكذا أعدم الوزير المأمون .. وهدم مرصد باب النصر ـ وفر العاملين به .. وهكذا بدأ عصر الانحطاط في تاريخ العلوم في الحضارة العربية والإسلامية .. والذي استمر لمدة ستة قرون .. حتى بدأ عصر التنوير في عهد محمد علي مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي في مصر .. وغيرها من الحركات التنويرية في عدد من البلاد العربية والإسلامية.

المراجع العربية :
1ـ تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه، للدكتور/ عبد الحليم منتصر، دار المعارف، القاهرة، الطبعة العاشرة، (2001).
2ـ فخر العلم الحديث (الإسلام ـ الصين ـ الغرب)، تأليف توبي أ. هاف، ترجمة د. أحمد محمود صبحي، عالم المعرفة 219، الكويت، (1997).
3ـ شمس الله تشرق على الغرب (فضل العرب على أوروبا) تأليف الدكتورة/ سيجريد هونكه ترجمة الدكتور/ فؤاد حسنين علي، دار العالم العربي، الطبعة الأولى، (2008).
4ـ موسوعة علوم وعلماء العرب والمسلمين، للدكتور/ عبد العزيز يوسف الأحمد، الطبعة الأولى، الكويت، (2006).
5ـ كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المعروف بالخطط المقريزية، تأليف تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي، المتوفى سنة 845هـ، الهيئة العامة لقصور الثقافة (4 أجزاء)، الجزء الأول، القاهرة (1999).
6ـ العلوم والمعارف الهندسية في الحضارة الإسلامية، للأستاذ الدكتور جلال شوقي، سلسلة التراث العلمي العربي، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الطبعة الأولى (1995).
7ـ تاريخ العلوم العربية وتحديث تاريخ العلوم، بحث في إسهام رشدي راشد، تأليف الدكتور وائل غالي، سلسلة العلوم والتكنولوجيا، مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة (2005).
8ـ الإسلام والعلم ـ الأصولية الدينية ومعركة العقلانية، تأليف برويز أمير علي بهائي بيود، ترجمة محمود خيال، المشروع القومي للترجمة، العدد 898، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة (2005).
9ـ ابن رشد ـ فيلسفوف عربياً بروح غربية، للدكتور عاطف العراقي، دار مصر المحروسة، القاهرة (2008).
10ـ ابن رشد ـ فيلسوفاً معاصراً، للدكتور بركات محمد مراد، مصر العربية للنشر والتوزيع، القاهرة (2002).
11ـ ابن رشد في مصر، للدكتور وائل غالي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة (1999).
12ـ المغاربة والأندلسيون في مصر الإسلامية ـ من عصر الولاة حتى نهاية العصر الفاطمي، للدكتور أحمد عبد اللطيف حنفي ، تاريخ المصريين، العدد 244، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة (2005).
13ـ الدولة الفاطمية، للدكتور علي محمد الصلابي، مكتبة الإيمان، المنصورة، مصر، الطبعة الأولى (2005).

المراجع الأجنبية :

1) Historical Supernovae and Their Remanents, by F. Richard Stephenson and David A. Green, Oxford, (2002).

2) The Exploding Suns, The Secret of the Supernovas, by Isaac Asimov, (1994).

3) The historical supernovae, by Clark, D.H., and F.R. Stephenson Oxford, Pergamon Press, (1977).

4) Supernovae and their Remanents, by Richard McCray, JILA, University of Colorado, USA. Frontiers of Astronomy School/Workshop 22 March - 6 April 2006 (Total Solar Eclipse 29 March 2006). Bibliotheca Alexandria, Alexandria, Egypt. Invited Lecture.

0 comments:

Untuk Kanak-Kanak
Tom & Jerry - Habil & Qabil - Bug Bunny
-
الهمزة
الأعداد والأرقام - إثبات الهلال بين علم الفلك والرؤية - الإعــــــلان من منظــور إسلامي - أدب الاختلاف في الإسلام -
اجتماع الجيوش الإسلامية - أعلام المسلمين - الآحاد والمثاني - الأم للشافعي - أحوال النبي صلى الله عليه وسلم مع أقاربه وأهل بيته - أبجد العلوم -
الإحاطة في أخبار غرناطة - اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان - أمناء سره وحواريه صلى الله عليه وسلم - إصلاح المال لابن أبي الدنيا - النحو الوافى-
الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار - أنساب الأشراف للبلاذري - استفناءات من الدکتور السيد هادي - أنوار البروق في أنواع الفروق - أدب الدنيا والدين -
أسنى المطالب - الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني - آثار البلاد وأخبار العباد - أخبار مكة للفاكهي - أخبار مكة للأزرقي - إحكام الأحكام - أحكام العيدين للفريابي -
ألقاب الصحابة والتابعين - أخبار الحمقى والمغفلين - اتعاظ الحنفا - الآداب الشرعية - الآداب الاسلامية - أخلاق المسلم - الأذكار - الاستيعاب في تمييز الأصحاب -
أدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني - الإصابة‏ في تمييز الصحابة - أسد الغابة في معرفة الصحابة - أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - إعلام الموقعين -
أحاديث مسلسلات - أخبار الدجال - آداب الصحبة للسلمي - الأموال للقاسم بن سلام - الأموال لابن زنجويه - أحاديث ضعيفة وبدائلها - الأحكام السلطانية -
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - أحكام القرآن للشافعي - أسباب النزول - أسرار ترتيب القرآن - الإسراء والمعراج -
ش ـ ص ـ ض ـ ط
شذا العرف في فن الصرف -
شرح السنة - شرح منتهى الإرادات - شرح السير الكبير - شرح معانى الأثار - شرح العقيدة الطحاوية - صبح الأعشى - صفة الغرباء من المؤمنين للآجري -
الصحابة - صفة الجنة لأبي نعيم - الصلة - صفة جزيرة العرب - الطبقات الكبرى - طبقات الأطباء - طرح التثريب - الطرق الحكمية - الطب الإسلامي -
الطب النبوى لمحمد الدمشقى - الطب النبوى لإبن قيم - الطبقات الكبرى لابن سعد -

ظ ـ ع ـ غ ـ ف
علم الفَلك والتــقاويم - علم الفلك وأوائل الشهور القمرية - العواصم من القواصم - عيون الأنباء فى طبقات الأطباء - عيون الأثر في المغازي والسير -
عيون الأخبار - علماء وأطباء مسلمون قدامى - عظماء فى الإسلام - العسكرية العربية الإسلامية - عقائد الامامية - العلاج بالموسيقى في الطب العربي -
عقائد السنة وعقائد الشيعة - العبر في خبر من غبر - العقد الفريد - العادة السرية بين الفقه والطب - العناية شرح الهداية - عجائب الآثار في التراجم والأخبار -
عمل اليوم والليلة - غذاء الألباب - فتوح البلدان - الفوائد - الفروق - فيض القدير شرح الجامع الصغير - الفتاوى الفقهية الكبرى -
الفلك والمراصد الفلكية في مصر الفاطمية الإسلامية - الفتاوى الكبرى - الفتاوى الهندية - الفتاوى الإقتصادية - فتاوى اللجنة الدائمة - فتاوى الرملي -
الفواكه الدوانى - فتوح الشام - فقهيات بين السنة والشيعة - فنون العجائب لأبي سعيد النقاش
م
مفاتيح الجنان -
مجربات الديربى - مغنى اللبيب - المعتقدات السحرية في المغرب -
مسلمات مؤمنات - مشكل الآثار للطحاوي - مجموعة من علماء المسلمين القدامى - مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم -
موسوعة الأسرة المسلمة - المدينة المنورة - المدينة : أعلام المدينة - المدينة : أحداث تاريخية - المدينة : أنشطـة حيوية - المدينة : معالم أخرى -
المسجد النبوي - معجم البلدان لياقوت الحموى - المقاصد الحسنة فيما اشتهر على الألسنة - المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - مواهب الجليل -
المنهجية في قراءة كتب العلم - المنمق من أخبار قريش - مروج الذهب - المنهج لمريد العمرة و الحج - المغنى - المصنف - المحلى - المغـازي للواقـدي -
مختـصر سـيرة الرسـول - لمجموع شرح المهذب - المؤاكلة - المدايــنة - معجم الصحابة لابن قانع - موسوعة علماء العرب - المبسوط -
المناظر - موسوعة الحضارة الإسلامية - الموسوعة الفقهية - المسالك والممالك - مجمع الأمثال - المنتظم في التاريخ - الْمُغْرِبُ -
معالم القربة فِي طَلَب الحسبة - مرقاة المفاتيح - منح الجليل - موسوعة المذاهب والأديان والأحزاب -
المثل الثائر في أدب الكاتب والشاعر - مجموع فتاوى ابن تيمية - المدونة الكبرى لمالك بن أنس -
المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب - مؤذنيه صلى الله عليه وسلم -
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - مقدمة ابن الصلاح -
مخطوطات التراث العسكري

Ahli Perpustakaan

  © Blogger templates The Professional Template by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP