تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
هذا وإن لكل تفسير مزاياه وخصوصياته، لكن هذا التفسير امتاز بجعله أمور قلما حظي غيره منها، أولاً: أن المؤلف إضافة لكونه مرجعاً وزعيماً دينياً متميزاً فإنه يُعدّ أحد رجالات الفكر المعاصرين الذين نظّروا للعلم البشري في مجالات مختلفة، وطابقت تنظيراته ورؤاه الواقع في العديد من الموارد والحقائق، وهذا ما يجده المتتبع في كتبه القيّمة من رؤى حديثة تتناسب مع التطور الحضاري والفكري المعاصر، حيث أنه جمع بين الفكر الجديد والقديم في التفسير، فانعكس ذلك على فهمه للآيات الشريفة في بيانه وشرحه لمضامينها، جامعاً بين أصالة الأمس وحداثة اليوم وتطلعات المستقبل، وقد وفّق في ذلك إلى حدّ كبير، وهذا أحد دواعي خلود هذا التفسير وعظمته التي ستكشفها الأيام.
ثانياً اعتمد المؤلف بشكل أساسي في تفسيره على منهجية أهل البيت عليهم السلام وعلى الأخبار والآثار المروية عنهم، فنأى بعيداً عن شبهة التفسير بالرأي، ونزّه كلام الله عن آراء البشر. ثالثاً: وضوح في الرؤيا ونضوج في الأفكار، وردّ للشبهات التي أثيرت أو قد تثار، خصوصاً فيما يتعلق بالآيات الواردة بشأن أهل البيت عليهم السلام. رابعاً: إن أسلوب الكتاب وطريقة بحثه تمتاز بأنها بعيدة عن العبارات المنمقة والاصطلاحات المعقّدة، حيث أنه بيّن المعاني بأسهل الألفاظ والكلمات، كما أنه امتاز بالاختصار وشمولية المطلب، وهذه الصفات جعلت هذا التفسير سهل الفهم على جميع المستويات.
خامساً: التعرض في التفسير للآيات الكريمة إلى الدقائق العلمية والأحكام المتعلقة بها وبيان مفرداتها بشكل دقيق ومفصل، كما أنه اعتمد على جانب التدبر في الآيات واستنباط النتائج وقراءة ما وراء الألفاظ بالاعتماد على نهج أهل البيت عليه السلام.
سادساً: الربط الوثيق بين القرآن والحياة في مختلف المجالات الشخصية والعامة والعاديّة والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، وهذه محاولة تعيد الناس إلى القرآن، كما ترتفع تعامل الناس معه إلى ما أراده الله سبحانه له أن يكون نوراً وهدى وقائداً ومرشداً ومربياً ومعلماً في مختلف المجالات والأصعدة.
سابعاً: إن من خصائص هذا التفسير والذي نضفي عليه طابعاً متميزاً آخر هو: في تفسيره للكلمات والحروف المقطعة في القرآن، حيث أجرى استقراء لهذه الحروف بالإضافة إلى ذلك امتاز التفسير بالترابط الموضوعي بين معاني الآيات، وهذه ميزة قلما فعلها مفسر أو وردت في تفسير إلا في موارد قليلة.
ثامناً: أورد المؤلف أسباب تسمية السور قبل الشروع في تفسيرها، ثم الجو العام للسور والمحور الفكري الذي تدور حوله آياتها.
تاسعاً: تصدى المؤلف من خلال تفسيره للإجابة من حملة الشبهات التي أثارها وربما قد يثيرها البعض تجاه الإسلام في العقائد أو في الأحكام.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان إضغط هنا
0 comments:
Post a Comment